عائشة ابنة العاشرة:
عاشت عائشة رضي الله عنها في سن العاشرة ورفيقاتها سودة بنت زمعة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تنظر الى سودة نظر الفتاة الصغيرة الى امها، وشهدت نصر المسلمين المؤزر في بدر.
لكن جاءها وافد جديد في نهاية عامها العاشر ، وكان هاذا الوافد حفصة بنت عمر رضي الله عنها. ولم يكن بين عائشة وحفصة مايثير التنافس، فلقد كانت حفصة رضي الله عنها مستغرقة في العبادة صياما وقياما ، وكل همها ان يرضى رسول الله ص عنها بعد رضاء ربها عز وجل...
_ عائشة ابنة الحادية عشرة _ الفتاة في المعركة:
هانحن نرى ابنة الحادية عشرة تؤدي دورها في الجيش الاسلامي في احد...
وهذه هي الثمرة المباشرة للتربية النبوية خلال عامين مباركين...
ففي الصحيح عن قتادة عن انس رضي الله عنه قال:
....لما كان يوم احد انهزم الناس عن النبي ص .... ولقد رايت عائشة بنت ابي بكر وام سليم وانهما لمشمرتان ،ارى خدم ( خلاخيل) سوقهما تنقزان_ تقفزان_ بالقرب).....
وفي رواية :
تنقلان القرب على متونهما تفرغانه عل افواه القوم ، ثم ترجعان فتملانها وتجيئان فتفرغانه في افواه القوم...
وانها لمهمة عسيرة ولاول مرة تواجهها عائشة بنت الصديق ان تعيش بين تناثر السهام وقعقعة السيوف وطعن الرماح ، ان تعيش بين اشلاء المتناثرة ، والايدي المبتورة والرؤوس المحتزة ان تقوم بواجبها حيث انهزم الرجال وجندل الابطال!...
انها مع ام سليم الرميصاء المعلمة تستجيبان للانات ،تقفزان بالماء مع ادنى استغاثة ، يتصبب العرق من جبينهن.
ولكن انقاذ الجرحى واسعافهم ينسيهن تعبهن وجهدهن..،
ينحط العدو من الجبل على المسلمين كوابل المطر ، امام ام سليم، وعائشة فعل عهدهما وعلى مسؤوليتهما تؤديان الدور المناط بهما.،،.
اييه يا ابنة الحادية عشرة ، ايه يا ربيبة النبوة :
فلست الان تستمعين لغناء بعاث ، ولا تلعبين في الارجوحة ، ولا تنظرين لعب الاحباش بالدرق.
انك ترين الان الموت ماثلا مع كل لحظة ، وتمرين بين القتلى والدماء والاشلاء ، فما يثنيك ذالك عن واجبك ، ولا يصرفك ذالك عن مهمتك...
تنهد الاسود ولا تنهدين ، وتتابعين قفزا ووثبا ، جيئة وذهابا لسقي العطشى فتفرغين الماء في افواه القوم.
ولا تنسى عائشة رضي الله عنها في خضم المعركة ، وفي اتون النار ، ان تنقل لنا بعض لقطات من احد:
الاولى حين وقعت الماساة في جيش المسلمين:
تقول رضي الله عنها كما روى البخاري:
لما كان يوم احد هزم المشركون هزيمة بينة ، فصاح ابليس : اي عباد الله اخراكم ( اي احترزوا من ورائكم). فرجعت اولاهم فاجتلدت هي واخراهم فبصر حذيفة فاذا باليمان ابيه، فقال اي عباد الله ابي !! قالت:
فوالله ما احتجزوا عنه حتى قتلوه . فقال يغفر الله لكم!!..
اما اللقطة الثانية ، فلقد كانت لقطة حاسمة ، كما ذكر ابن حبان في صحيحه عنها:
قالت:
قال ابو بكر الصديق : لما كان يوم احد انصرف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت اول من فاء الى النبي فرايت بين يديه رجلا يقاتل عنه ويحميه ، فقلت : كن طلحة فداك ابي وامي ، فلم انشب ان ادركني ابو عبيدة بن الجراح، واذا هو يشتد كالطير حتى لحقني ، فدفعنا الى النبي ص فاذا طلحة بين يديه صريعا ، فقال النبي ص : دونكم اخاكم فقد اوجب.
واورد الطيالسي عن عائشة رضي الله عنها ، كان ابو بكر اذا ذكر يوم احد قال: ذاك يوم كله لطلحة.......
.....يتبع.....