-عائشة ابنة الثانية عشرة...
المسلمون محاصرون في الخندق وكما قال الله تعالى...(اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذا زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا). ....
وقلب عائشة يخفق فقد طال البعد بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وازداج جزعها خوفا على المسلمين فجمعت عليها ثيابها وحدت السير متجهة نحو الخندق. ولندع لها الحديث كله تمتعنا بما لقت من مفاجات واهوال في خروجها هادا...
(...خرجت يوم خندق اقفو الناس فسمعت وئيد الارض ورائي فادا انا بسعد بن معاد رضي الله عنه ومعه ابن اخيه الحارث بن اوس يحمل مجنة قالت فجلست الى الارض فمر سعد رضي الله عنه من اعظم الناس و اطولهم وهو يرتجز ويقول ...
ليت قليلا يشهدا الهيجا حمل ما احسن الموت ادا حان الاجل
قالت فقمت فاقتحمت حديقة فيها نفر من المسلمين وادا فيها نفر من المسلمين وادا فيها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وفيهم رجل عليه تسبغة له (تعني المغفر) فقال عمر رضي الله عنه
ماجاء بك !!! لعمري والله انك لجريئة!! ومايؤمنك ان يكون هناك بلاء او يكون تخور..قالت فمازال يلومني حتى تمنيت ان الارض انشقت بي ساعتئد فدخلت فيها.....
فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فادا هو طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فقال يا عمر ويحك انك اكثرت مند اليوم واين التخور والفرار الى الله تعالى....).
انها فتاة عجيبة لم تترب لحظة على الخوف تغامر فتخرج باحثة عن جيش المسلمين وفي اي وقت!!..
(..قال حديفة والله لو رايتنا مع رسول الله ص بالخندق وصلى رسول الله هاويا من الليل ثم التفت فقال ...من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم-يتشرط له النبي صلى الله عليه وسلم ان يرجع -ادخله الله الجنة...
قال فما قام رجل... ثم صلى رسول الله ص هاويا من الليل ثم التفت الينا فقال ...من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع - يشترط له رسول الله ص الرجعة- اسال الله تعالى ان يكون رفيقي في الجنة... فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد.....
في هادا الجو من البرد والخوف والجوع تحركت الصبية العجيبة ابنة الثانية عشرة تقفو اثر الجيش ... وان لفتاة الثانية عشر اليوم قد تخور خوفا من صوت الرعد والبرق والريح العاتية وهي بين اهلها وفي داخل بيتها....
وعندما طاف اليهودي بالحصن ايام الخندق ما جرؤ على الخروج له وقتله الا صفية بنت عبد المطلب وها هي تقتحم الحديقة فتدهل ابن الخطاب البطل في هادا الخروج المغامر وتصعقه جراتها ومع دالك يعنفها على هادا الخروج . وتتمنى ان تبتلعها الارض من هادا التعنيف لو لا ان انقد الموقف طلحة رضي الله عنه قائلا لعمر....(ويحك انك قد اكثرت مند اليوم و اين تخور او الفرار الا الى الله تعالى...).
-اثقل الوافدين...
انتهت الخندق في اوائل دي القعدة و تلتها غزوة بني قريظة وشارف دو القعدة على الانتهاء لكن حمل في ثناياه وافدا جديدا من اثقل الوافدين على قلب عائشة الفتاة المرحة بنت الثانية عشرة......
كان هادا الوافد هو زينب بنت جحش رضي الله عنها والتي جاءت الى بيت النبوة في ضجة واحتفال ضخم من السماء والارض وفي امر من الله تعالى بزواجها.
روى البخاري عن انس قال...
...(بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش بخبز ولحم فارسلت على الطعام داعيا فجيئ قوم فياكلون ويخرجون ثم يجيئ قوم فياكلون ويخرجون.
فدعوت حتى ما اجد احدا ادعوه فقلت يا رسول الله ما اجد احدا ادعوه ..قال (ارفعوا طعامكم).. وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت فخرج النبي ص فانطلق الى حجرة عائشة رضي الله عنها فقال السلام عليكم اهل البيت ورحمة الله وبركاته ..قالت وعليك السلام ورحمة الله ..كيف وجدت اهلك يا رسول الله بارك الله لك ! فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة ثم رجع النبي ص فادا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون وكان النبي ص شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما ادري اخبرته ام اخبر ان القوم خرجوا فرجه حتى ادا وضع رجله في اسكفه الباب داخلة والاخرى خارجة ارخى الستر بيني وبينه وانزلت اية الحجاب....).
لقد كانت رضي الله عنها على المستوى المطلوب من الادب الرفيع الدي تلقته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..لكنها تكظم في قلبها انفاسا حرى وغيرة تكاد تنهش صدرها ....
انها تعلم انه مضى ليعرس بزينب ويعود اليها من عند زينب...
لم تجد حرجا وهو قادم من عند ضرة جديدة من رد السلام والتحية والسؤال عن الضرة كيف وجدها والمباركة له...
مع انه لا يخفى ابدا من ثنايا كلامها ما يعتمل في ضدرها من انفعال وهي تسارع لتسال.. كيف وجدت اهلك يا رسول الله...
انها تريد جوابا وليكن الجواب ما يكون فما صبر قلبها على الانتظار...
ما رايه هل حلت محلها واخدت مكانها !!!....انها النار تعتمل في صدرها ولا تملك الا هادا الادب فعلى من تصب هادا الانفعال والله زوجها له من السماء... ان كانت قد خطبت عنده وغلبتها في حبه لها فما لدة العيش بعد دالك....
لقد سارعت في السؤال عن زينب قبل ان تبارك له بها.....
وعرفت الجواب بعد انه لم ير اهله الى الان وعندما عاد ثانية اليها وقد عرفت الخبر وكما يقول انس ... فما ادري اخبرته ام اخبر....
ولا يبعد ابدا ان تكون قد بعثت رسلها تستجلي الخبر فما ان راته عائدا اليها اخبرته بخروجهم انها تريد ان تعرف راي زوجها الحبيب بهادا الوافد الجديد....
والظاهر ان الامور سرعان ما تبلورت واحتلت زينب مكان المنافس القوي لعائشة رضي الله عنهما فام سلمة لم تكن تقل عن زينب مكانا ونسبا وجهادا .غير انها كما وعدها رسول الله ص قالت له اني امراة غيرى.. فقال لها ..(اما الغيرة فيدهبها الله عنك).....
فالمعركة من جانب واحد اما عائشة اليوم فهي تدخل حلبة النزاع مع زينب رضوان الله عليهما...
تقول عائشة
...لم تكن من نسائه امراة تناصبني في المنزلة عنده غيرها....
وفي رواية اخرى ...كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.....