الأمر الأول : الاستخارة .
وهذا الأدب يربينا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن التعلّق بالله واللجأ إليه .
وهكذا ينبغي أن يكون خلق المؤمنة في كل شأن حياتها حين تهمّ بالأمر أن تفزع إلى الذي خلقها وصوّرها وقدّر عليها قدرها ..
تفزع إليه تستخيره فيما أهمّها ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في أمورهم كلها .
يقول جابر رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال : عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أوقال : في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. قال : ويسمي حاجته.
فإذا صليتِ الاستخارة ودعوت الله عزوجل في أن يختار لك ما هو خير لك في دينك ودنياك فأقبلي على الأمر ، فإن كان خيراً لك يسره الله تعالى لك وشرح صدرك وجعل لك من الأسباب ما يدعوك إلى أتمام أمرك .
وإن من علامة الخيرة الطيبة انشراح الصدر وتيسير الأمر .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسر له من الأمور هو الذي اختاره الله له. أ.هـ"مجموع الفتاوى" (10/539) .
ن
فالتيسير من أقوى علامات الخيرة الحسنة ، ووجود العوائق وعدم تيسر الأمر هو دليل صرف الله تعالى عبده عن العمل ، ويظهر هذا المعنى جليًّا عند أدنى تأمُّلٍ في الحديث، وهو قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ – ويسميه – خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".
الأمر الثاني : الاستشارة .
وهذا خلق النبيين فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم -
مع أنه أكمل الخلق رأيا ورشدا وعقلا وحكمة -بقوله : " وشاروهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله "
فالمرأة العاقلة من تضيف إلى عقلها عقولاً وإلى رايها آراءً ،
وعليها في الاستشارة أن لا تستشير إلا من كان أهلاً للمشورة ، وأن
لا تعرض أمرها على من لا ينصحها أو يكون دال خير لها .
وعليها في استشارتها أن تكون متوازنة بين نظرين
نظر الاستشارة ونظر الكتمان ، فقد جاء في بعض الآثار
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " !!
الأمر الثالث : السؤال عن المتقدم ( الخاطب ) .
وهذا من مهمّة ولي الأمر ، فعلى وليّ الأمر أن يجتهد في السؤال عن من تقدم لابنته أو لأخته أو لمن كان وليّاً لها .
وللسؤال عن الخاطب معاييراً مهمّة قد بيّنها الشيخ ( مازن الفريح - حفظه الله - ) في مقال له بعنوان ( السؤال عن الخاطب معايير وأخطاء )
وهي في الجملة جاءت على هذه النقاط
من أهم المعايير:
1) و 2) الدين والخلق
3) القدرة على تحمل المسئولية
4) القدرة على النفقة وتأمين مستلزمات الحياة
5) التكافؤ في النسب.. وهي من باب الأولى والأفضل مراعاة للأعراف الاجتماعية، ودرء للمشكلات الأسرية
.
6) القدر الكافي من الجمال
أخطاء في السؤال عن الخاطب
إذا ثبت هذا فلا بد من الإشارة إلى بعض الأخطاء التي تقع في مسألة السؤال عن الخاطب.
ومنها:
1) الاعتماد على الأب في السؤال عن الخاطب مع ضعف دينه:
2) الحذر من الاكتفاء بتزكية أقرباء الخاطب:
3) الإفراط أو التفريط في الشروط.
4) نسيان الاستخارة وإهمال الاستشارة. [ما خاب من استشار].
5) إغفال الدعاء..
ثم بعد أن تستخيري وتستشيري وسأل وليّك عن المتقدم ( الخاطب ) فالوصية لك " فإذا عزمت فتوكّل على الله " أيضا حتى عند الإقبال والموافقة ينبغي أن تحسني توكلك على الله وأن لا يلهينك عن حسن التوكل مدح المادحين في الخاطب أو نحو ذلك .