يعتبر ألم الظهر المزمن كثير الحدوث وشائع جدا لدرجة أن الدراسات تشير إلى أن أكثر من 70% من الناس في الدول المتقدمة يعانون من ألم الظهر المزمن في فترة من الفترات أما مكان الألم فهو يمتد من حافة الأضلاع السفلية إلى أعلى ثنية العضلة الألوية في الخلف . طبعا يحمل هذا الألم وخصوصا الشديد منه تأثيرات جسدية على المريض تعيق حركته وقيامه وقعوده وذهابه وإيابه وما قد يحمل ذلك من تأثيرات نفسية وضغوط فكرية عليه وعلى عائلته , وفي نفس الوقت هو يحمل تأثيرا على الإنتاج والمجتمع لكثرة غياب الشخص الذي يعاني من ألم الظهر المزمن , على كل حال يعتقد أن ألم الظهر المزمن له ثلاثة أسباب رئيسية نبدأ بأخطرها إلى أقلها خطورة , السبب الأول متعلق بوجود إصابة في النخاع الشوكي نفسه وهنا قد تترافق أعراض الألم مع أعراض تعتبر خطيرة مثل وجود اضطرا ب في السيطرة على المثانة أو على القولون وعملية التغوط بسبب انضغاط المراكز العصبية في الحبل الشوكي , أو وجود ضعف حركي أو حسي في الإحساس في منطقة الظهر والرجلين , أو عند وجود حرارة أو فقدان وزن غير مفسر , فقد يكون ذلك ناجما عن وجود انتقالات سرطانية إلى منطقة الحبل الشوكي , أو عندما يكون الألم مترافق مع تيس صباحي كما يحدث في حالة التهاب المفاصل الرثياني والتهاب الفقرات اللاصق أما النوع الثاني من ألم الظهر فهو يكون ناجما عن انضغاط الأعصاب وجذور الأعصاب تلك التي تخرج من بين الفقرات , ولعل أهم سبب لذلك هو وجود الديسك حيث يلاحظ في مثل هذه الحالة أن الألم ينتشر إلى رجل واحدة ويترافق مع شعور بالخدران أو التنميل أو حتى شعور بالحرارة أو البرودة أو غير ذلك حسب الياف العصب المنضغطة أما النوع الثالث من ألم الظهر وهو الأشيع والأكثر انتشارا فهو يسمى ألم الظهر البسيط , ولا تعني كلمة بسيط هنا أن ألمه بسيط , فقد يكون أشد الأنواع ألما ولكنه بسيط لأن آلية حدوثه غير معروفة وعادة في هذا النوع لا يحمل التصوير الشعاعي والرنين المغناطيسي ظهور أي مشكلة ظاهرة , وهذا النوع من الألم عادة يكون على شكل ألم ينتشر إلى منطقة الأليةوكذلك منطقة الفخذين, وقد يكون مترافقا مع ألم عند الاستيقاظ من النوم أو الجلوس لفترة طويلة أيضا وبالنسبة لنا في نظام الغذاء الميزان نحن نعتقد أن ألم الظهر المزمن في معظم أسبابه ناجم عن عملية التهابية مزمنة تحدث تورما وانتفاخا في منطقة اسفل الظهر , الأمر الذي يؤدي إلى انضغاط منطقة الأعصاب بسبب هذا التورم المرافق للعملية الالتهابية المزمنة , والتي نعتقد أن سببها هو عدم اتزان تناول الطعام في كميته وفي كيفيته وذلك عند توجه الشخص للإفراط في تناول المشتقات الحيوانية من لحوم وألبان وأجبان وأسماك وبيض ودواجن وغيرها فهي غنية بالفوسفور والكبريت الذي يساهم في تولد أحماض كثيرة تتراكم في منطقة أسفل الظهر وتسبب استدعاء للخلايا الالتهابية مسببة التهابا مزمنا طويل الأمد وهذه الالتهاب لا يؤثر فقط على الأعصاب إنما على كل المناطق المحيطة من أربطة وعضلات التي يسبب تشنجها الدائم وإحداثها للألم , وقد يقول البعض كيف تعرف أن هذا صحيحا , نقول من خلال ما طبقناه من آليات غذائية رائعة كانت سبب مذهلا في تخلص عدد هائل من مرضانا من ألم الظهر المزمن وبنتائج باهرة , فنحن نطلب من المرضى تناول الفواكه دائما قبل المشتقات الحيوانية " وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ( 20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ( 21) الواقعة , " وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ " ( 22) الطور والهدف من ذلك هو معادلة هذه الأحماض بالعناصر القلوية الموجودة في الفواكه , أما الآلية الثانية فهي أننا نعطي منتجاتنا التي تقوم بمحاصرة ستة آليات من آليات الالتهاب وهي كل الآليات الممكنة فنقضي عليه نهائيا خلال ثلاثة شهور وهي زيت وخل كل من إكليل الجبل والخزامى والزنجبيل والميرمية والبابونج وزيت الزعتر وخل الريحان وخل المليسة حيث تستخدم شربا ودهنا بنتائج طيبة جدا بفضل الله تعالى وتوفيقه.
الدكتور جميل القدسي..